فتح بلجراد ( 25 رمضان 926هـ - 31 أغسطس 1521م)
فما كان من ملك المجر إلا أن قتل رسول السلطان سليمان !!
فاستشاط السلطان سليمان غضبا وانفعل قائلا : أيُقتل سفير دولة الإسلام !!! .. أيهددنى ملك المجر !!
فما أصبح الصباح إلا وقد أعدّ السلطان سليمان جيشا جرار مدعوما بالسفن الحربية وكان السلطان سليمان بنفسه على رأس هذا الجيش وكان قاصدا مدينة بلجراد المنيعة والتى تُعد بوابة أوروبا الوسطى وحصن المسيحية كما كانوا يطلقون عليها !!
ولكم أن تعلموا ان محمد الفاتح رحمه الله حاول أن يفتح بلجراد ولكنه فشل - بل وأصيب إصابات خطيرة أثناء حصارها ... ولما انصرف عنها قال : عسى ان يخرج الله من أحفادى من يفتح تلك المدينة على يديه !!
بلجراد كانت لها مكانة عظيمة في قلوب النصارى وخصوصا بعد سقوط القسطنطينية وسمّوها (حصن المسيحية) !!
حصار محمد الفاتح لبلجراد 1456م
ويذكر المؤرخون ان السلطان سليمان عندما كان وليا للعهد كان يمنّي نفسه بفتح بلجراد التى عجز أجداده ( مراد الثانى - محمد الفاتح - بايزيد الثانى ) من فتحها !!
توجه السلطان سليمان القانوني على رأس جيش عرمرم مكوّن من كتائب الإنكشارية الذين ما ان يسمع النصارى في أوروبا باسمهم يأخذ الرعب منهم كل مأخذ وترتعد فرائصهم -ومزود بأعتى المدافع والأسلحة يمدهم 3 آلاف جمل محمل بالأسلحة و30 ألف جمل محمل بالمهمات وسفن تحمل الخيول و50 سفينة حربية و مئات من المدافع العملاقة الفتاكة التس كانت فخر الجيوش الإسلامية ..
وبالفعل يبدأ السلطان سليمان في حصار قلعة بلجراد - وبعد شهرين ونصف من الحصار تسقط قلعة بلجراد فى 2 رمضان 927هـ - ثم دخل السلطان سليمان القانونى المدينة نفسها فاتحاً يوم 26 رمضان 927هـ ... !!
وكان يوماً مشهودا - وأمر السلطان سليمان أن يرفع الآذان من القلعة - ويذكر صاحب كتاب "تاريخ بلجراد الاسلامية" نقلاً عن صاحب يوميات السلطان سليمان الى بلجراد " بعون الله تعالى تم اليوم فتح قلعة بلغراد ... وارتفع صوت المؤذن من القلعة" - ونزل خبر سقوط بلجراد على النصارى والبابا فى روما كالصاعقة وارتعدت فرائصهم من الرعب !!
وعلموا وقتها أنهم أمام سلطان من طراز فريد - وعلموا أنه سيعيد لهم سيرة بايزيد الأول ومحمد الفاتح - فوقعت هيبته في قلوب ملوك أوروبا قاطبةً - وبعث اليه ملك روسيا والبندقية وسائر ملوك أوروبا يهنئونه بالفتح ويعطونه الجزية عن يد وهم صاغرون !!
ومن يومها سمّى المسلمون بلجراد (دار الجهاد) وكان منها القاعدة الحربية لانطلاق جيوش المسلمين لغزو باقى أوروبا - واهتم المسلمون بالأوجه الحضارية فى بلجراد حتى سمّاها المؤرخون (أندلس البلقان) وكانت تنعم بأوجه الحضارة بينما كانت سائر بلاد أوروبا لا تعرف شيئا عن أوجه الحضارة ولا عن تخطيط الشوارع ورصفها وإنارتها ليلا !!
مَن مِن المسلمين الآن يعرف شيئاً عن بلجراد الاسلامية !!!
فقد ضاعت كما ضاعت الأندلس - فصدق من سمّاها (أندلس البلقان) فهى شبيهة الأندلس فى حدث إقامتها وحدث نهايتها !!
وظل السلطان سليمان القانونى فى بلجراد حتى عيد الفطر وأقام صلاة العيد فى أكبر كنائسها بعد تحويله الى مسجد ولم ينزل السلطان سليمان من جواده حتى امتطى جوادا آخر مجاهدا فى سبيل الله رافعا كلمة الله خفاقة ...
تعليقات
إرسال تعليق