معركة موهاكس الخالدة (21 من ذي القعدة 932هـ= 29 من أغسطس 1526م ):
تاريخ المسلمين معاركة كانت من أيام الله الخالدة كاليرموك
والقادسية وحطين وعين جالوت وملازكرد والزلاقة وشانت يعقوب و.....ألخوكانت من تلك الأيام التى أنزل الله فيها النصر على جند الإيمان وقذف الرعب في قلوب حزب الشيطان - هو يوم معركة (موهاكس) التى من أشرس معارك المسلمين - وأشد قهرا وذلا فى قلوب المشركين الى يوم الناس هذا !!
لو قدّر الله ان تذهب يوما الى دولة المجر - فأنصحك ألا تذكر اسم السلطان سليمان القانونى - ولا اسم معركة موهاكس ابداااااا !!
الى الآن يوجد مثّل شعبى فى المجر يتناوله أهلها اذا حدث أمر سيىء فيقول : أسوأ من هزيمتنا بموهاكس !!
وبعض الكتّاب سمّى هذه المعركة بأنها المعركة التى أدخلت الرعب على أوروبا !!
ما تفاصيل تلك المعركة الخالدة ...
كانت في هذه الفترة ظهرت قوة مملكة إسبانيا بصورة رهيبة جدا يقودها رجل مشهور وذائع الصيت فى أوروبا وهو شارل الخامس أو شارلكان - وكان هذا الخبيث النجس هو حفيد إيزابيلا وفردناندو الذين دخلوا غرناطة عام 1492م وأسقطوا الحكم الإسلامي في الأندلس الى الأبد وقادوا حملات محاكم التفتيش ضد المسلمين ...
شارلكان أو شارل الخامس
هذا الخبيث شارلكان استطاع ان يبسط نفوذه على إسبانيا والبرتغال وألمانيا والنمسا وهولندا - وأسس إمبراطورية ضخمة وقوية جدا - وكان هذا الخبيث يحاول أن يفرض سيطرته على المجر لتكون حاجزا له ضد الدولة العثمانية والمسلمين .. !
فانتبه لذلك السلطان سليمان - وعلم خطورة سيطرة شارلكان على المجر - وما يترتب عليه من أوضاع خطيرة للمسلمين في أوروبا الوسطى !!
وهنا ظهر جانب آخر وخيانة خلدها التاريخ لأحفاد بن سبأ الملاعين - وهي الدولة الصفوية الرافضية الخبيثة !!
اتفقت الدولة الصفوية مع المجر ضد الدولة العثمانية - وعندما علم السلطان سليمان بهذا الأمر استشاط غضباً - وبدأ في التحرك لغزو المجر وضمها للدولة العثمانية الإسلامية - وأراد ان تكون تلك المعركة شرسة وعنيفة ليلقن الأوروبين درسا وخصوصا شارلكان حتى يصرف أبصاره عن المسلمين !!
وبالفعل خرج السلطان سليمان القانوني من عاصمة الخلافة وحاضرة الدنيا اسلامبول "اسطنبول" فى 11 رجب عام 932هـ - 23 ابريل 1526م - على رأس جيش عرمرم من المجاهدين قوامه 100.000 ألف مقاتل مزودين بـ 300 مدفع عثمانى عملاق ومعهم 800 سفينة بحرية لتسهيل تحرك المسلمين بين الأنهار - ووصل السلطان الى بلغراد المسلمة ومكث هناك يستقبل التهاني بعيد الفطر - ثم تحرك رحمه الله حتى وصل الى نهر طونة "الدانوب" وأمر بتشيد جسر يعبر عليه المسلمون - وبالفعل تم تشييد الجسر في مدة زمنية قليلة - وظل عبور الجيش الإسلاميعليه لمدة 4 أيام - وهنا أمر السلطان سليمان أمرا عجيبا !!
أمر السلطان سليمان رحمه الله بهدم الجسر !!!
يقول صاحب كتاب (أخبار الدول وآثار الأول) معلقا على هذا الأمر : " ثم أمر السلطان برفع الجسر فرُفع - فبقى المسلمون فى بلاد الكفار - وذلك لشهامته وقوة عزيمته - وقطع أطماع العسكر من الفرار الى بلادهم ... " أ.هـ
الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ...
وفي أثناء مسير السلطان سليمان رحمه الله افتتح عدة قلاع تقع على نهر الدانوب ولها أهمية حربية كبيرة - ثم يواصل السلطان سليمان القانوني تقدمه حتى وصل الى وادي موهاكس في 20 ذى القعدة عام 932هـ - 28 أغسطس عام 1526م - وبات السلطان والجنود ليلتهم في الدعاء والتهليل والتكبير - وتضرع السلطان سليمان الى الله سبحانه وتعالى وسأله النصر - وكان يمر بين صفوف الجند فيخطب فيهم عن الجهاد وعن فضل الشهادة - وفى اليوم الثاني - وبعد ما صلى السلطان صلاة الفجر دخل بين الجنود وحمسهم وكان مما قال لهم : وكأني برسول الله ينظر اليكم الآن !! ...
فلم يتمالك احد من الجند دموعه - وبكى السلطان وبكى كل من حضر ....
انظروا يا إخوة - على مثل هؤلاء ينزل النصر ورب الكعبة .. وااااااااه يا أيام العزة !!
أما على الجانب الآخر - عندما علم ملك المجر لايوش "لويس" الثانى بقدوم المسلمين اليه - فأعدّ جيشا جرارا واستعان ملوك أوروبا فأمدته ألمانيا بـ 38000 ألفا من خيرة الفرسان لديها - فوصل عدد جيوش الكفار الى 200.000 ألف مقاتل ... - وبات الكفار ليلتهم في سهل موهاكس ومعهم القساوسة والرهبان يحثونهم على قتال المسلمين وأتوا بالصلبان يرفعونها أمام الجند ..
لويس الثانى ملك المجر
وعند الصباح صُفّت الصفوف وبرز الشجعان - وكان السلطان سليمان وضع خطة مع أركان الجيش وهي :
ان يصطف جيش المسلمين فى ثلاثة صفوف - وأن يكون السلطان ومن معه من الإنكشارية فى الصف الثالث ومن ورائهم مدافع المسلمين - حتى اذا بدأ القتال يتقهقر الصفوف الأولى من المسلمين ويتراجعوا خلف السلطان ومن معه من الإنكشارية - وبالتالي سيفسح المجال للمدافع ان تحصد الكافرين حصدا !!
وبالفعل التزم المسلمون بالخطة - وظل المسلمون واقفون فى أرض المعركة على الهيئة التى أمرهم بها السلطان وقادة الجيش - وطال انتظار الفريقين - حتى بدأ الملك لويس الثانى فى الانقضاض على المسلمين وقت العصر ...
وبدأ القتال - ووالله كان القتال فى شدته وضراوته يشبه معاركنا الحديثة فى شدتها وضرواتها مع اختلاف نوع السلاح المسخدم !!
والتزم المسلمون بالخطة وتراجعوا الى الوراء - فسارع الكفار خلفهم وظنّوا ان النصر سيكون حليفهم - وتقدم الكفار حتى وصلوا الى المكان الذى يقف فيه السلطان - وحاولوا قتل السلطان وبالفعل أصابوه فى صدره بسهم إلا أن السهم لم ينفذ الى صدره ولله الحمد - والتحم الفريقين وذهب ثلاثة من شجعان المجر الى السلطان سليمان - إلا أنه قتلهم ولله الحمد - وكان مشهورا بالشجاعة رحمه الله
وهنا أعطى السلطان الأمر بإطلاق المدافع !!!
الى الآن يروي المؤرخين الأوروبين هذه المعركة بشيىء من الذهول - وعندما يصلون الى هذه النقطة يصيبهم الدهشة والعجب !!
يا أخوة يُروى ان مدافع المسلمين أُطلقت بسرعة ومهارة فائقة للغاية وكأن المسلمين استعانوا بالجن فى هذا الأمر - ولا عجب أن يكون هذا حال من استعان بالله واستمد قوته من الله !!!
كان إطلاق المدافع بصورة سريعة جدا وبدقة كبيرة - مما أصاب الجيش المجري بحالة من الذهول والهلع والرعب - فولوا أدبارهم - والمسلمون ورائهم يركبون أذنابهم ويضعوا سيفهم فيهم كما أرادوا ...
وفرّ المجريون المعروفين ببسالتهم وضراورتهم أمام طلقات المسلمين وسيوفهم - وفرّ ملكهم لويس الثانى - بل أنه غرق أثناء فراره ومات !!
وانتصر المسلمون انتصارا لم يُسمع بمثله فى أقطار الدنيا - وكان نصراً مؤزرا ولله الحمد والمنة ..
والعجيب أن مدة المعركة كانت ساعة ونصف فقط !!
وكان قتلى المسلمين لم يتجاوز 150 شهيد – نحسبهم كذلك ان شاء الله
وعدد ما أسر المسلمين من الكفار 25000 ألفاً - والباقى 175000 ألفاً ما بين قتيل وجريح !!!
بعد هذه المعركة أصبح الجيش المجري فى ذمة التاريخ وسقطت إمبراطورية المجر التي دامت قرابة 6 قرون (637 سنة ) - وانتفضت النصرانية من أقصاها الى أقصاها ...
وكانت هذه المعركة هي أسوأ هزيمة للنصارى في أوروبا قاطبةً بعد سقوط القسطنطينية وهزيمتهم فى وبوليس ايام بايزيد الأول ..
الله أكبر والعزة لله
صلى السلطان صلاة المغرب مع الجنود فى أرض المعركة - ثم واصل مسيره الى عاصمة المجر وهى مدينة "بودا" فدخلها بدون اي مقاومة تذكر في 3 من ذي الحجة 932هـ - 10 من سبتمبر 1526م- ومكث فيها 13 يوما - واستقبل التهاني بعيد الأضحى المبارك فى سراى الملك هناك - فكان العيد عيدين - عيد فتح المجر وعيد الأضحى - فلله الحمد والمنة ...
وبعد هذه المعركة تبدلت حسابات أوروبا - وتغيرت خريطة المنطقة - وما اجترىء أحد من نصارى أوروبا ان يقوم بأى عمل ضد المسلمين بعد هذه المعركة الفاصلة فى تاريخ أوروبا ...
تعليقات
إرسال تعليق